الثلاثاء، 15 ديسمبر 2015

نظرية التعلم بـالمحاولة والخطأ لـ (إدوارد لي ثورندايك) http://minya.thebeehive.org/content/3191/4381

http://minya.thebeehive.org/content/3191/4381

نظرية التعلم بـالمحاولة والخطأ لـ (إدوارد لي ثورندايك)

منال محسن - نهاد بهاء الدين


سميت نظرية ثورندايك بأسماء كثيرة: المحاولة والخطأ، الوصلية، الانتقاء والربط ، الاشتراط الذرائعي أو الو سيلي، لقد اهتم ثورندايك
 
بالدراسة التجريبية المخبرية وساعد على ذلك كونه اختصاصيا في علم نفس الحيوان. وكانت اهتماماته تدور حول الأداء والجوانب العملية من السلوك مما جعله يهتم بسيكولوجية التعلم وتطبيقاته في التعلم المدرسي في إطار اهتماماته بعلم النفس والاستفادة منه في تعلم الأداء وحل المشكلات. ولذلك إتسمت الأعمال والأبحاث التي قام بها بقدر من مواصفات التجريب المتقن وبالموضوعية النسبية.
يرى "ثور نديك" أن عملية التعلم عبارة عن تغيير في السلوك، وأن السلوك يبدأ بتنبيه على السطح الحسي للكائن ثم ينتقل من الأطراف إلى الأعصاب المصدرة بالمخ وينتهي الأمر باستجابة معينة، قد تكون انقباض عضلي أو إفراز غدي أن تعبير حركي. فالسلوك يبدأ بالمثير (م) وينتهي بالاستجابة (س) (م ---> س).
 
وأن وظيفة التعلم هي تقوية وتسهيل الارتباطات العصبية الموجودة بين المراكز العصبية والمثيرات وليس إضافة ارتباطات عصبية جديدة.
 
التعلم عند "ثورندايك" هو تغير آلي في السلوك يتجه تدريجيا إلى الابتعاد عن المحاولات الخاطئة أي نسبة التكرار أعلى للمحاولات الناجحة التي تؤدي إلى إزالة حالة التوتر والوصول إلى حالة الإشباع. 
 
   القوانين الرئيسية للتعلم بالمحاولة والخطأ :
 
1- قانون الأثر:
 عندما تكون الرابطة بين المثير والاستجابة مصحوبة بحالة ارتياح فإنها تقوى، أما إذا كانت مصحوبة بحالة ضيق أو انزعاج فإنها تضعف ويرى ثورندايك العمل الرئيسي في تفسير عملية التعلم هو المكافأة، ويعتقد أن العقاب لا يضعف الروابط.
 
2 - قانون التدريب (التكرار):
إن تكرار الرابطة بين المثير والاستجابة يؤدي إلى تثبيت الرابطة وتقويتها وبالتالي يصبح التعلم أكثر رسوخا. يرى ثورندايك أن لهذا القانون شقين هما:                           
أ- قانون الاستعمال: الذي يشير أن لارتباطات تقوى بفعل التكرار والممارسة              
ب- قانون الإهمال: الرابطة تضعف بفعل الترك وعدم الممارسة.                              
 
3- قانون الاستعداد:
 يصف الأسس الفسيولوجية لقانون الأثر ، فهو يحدد ميل المتعلم إلى الشعور بالرضي أو الضيق(كراجة1997،273) ويصوغ ثورندايك ثلاث حالات لتفسير الاستعداد و هي:
 
1-  تكون  الوحدة  العصبية مستعدة للعمل، وتعمل، فعملها يريح الكائن الحي.                  
2-  تكون  الوحدة  العصبية مستعدة ولا تعمل، فان عدم عملها يزعج الكائن الحي.               
3-  تكون الوحدة العصبية مستعدة للعمل، وتجبر للعمل فان عملها يزعج الكائن الحي
 
 
خصائص التعلم بالمحاولة والخطأ:
 
- يستخدم عند الأطفال الصغار الذين لم تنم عندهم القدرة على التفكير الاستدلالي و الاستقرائي وقد يستعمله الكبار في حالات الانفعال.
- يستعمل التعلم بالمحاولة والخطأ لانعدام عمل الخبرة والمهارة في حل المشكلات المعقدة.
 
- يمكن لهذا التعلم أن يكون أساس اكتساب بعض العادات و المهارات الحركية وتكوينها مثل السباحة و ركوب الدراجة.
 
 
التطبيق التربوي للنظرية التعلم بالمحاولة والخطأ
 
1. يمكن الاستفادة تربويًّا من نظرية ثور نديك، وبالقوانين التي استخلصها، متمثلة في أهمية الممارسة والنشاط، وبذل الجهد فضلًا عن الأثر الطيب والثواب، الذي يجب أن نوفره لتلاميذنا؛ حتى نحصل على أحسن وأفضل نتائج لتعلمنا، بالإضافة إلى ما أشار فيه بقانون الاستعداد، ولو استبدلنا وحدة التوصيل بمصطلح آخر كالميل والنضج، فإن هذا يحقق الفائدة التربوية المرجوة، فإذا ما توفر الميل لدى الفرد واستطاع إشباعه تحقق له الارتياح.
 
2. يعتبر قانون الاستعداد من أهم القوانين، التي يجب أن يعيها ويستخدمها المعلم، ومعلم المدرسة الابتدائية والإعدادية؛ ذلك لأنه لا يمكن إقناع طفل صغير أن يتعلم شيئًا، يرى الكبار فائدته له دون أن يكون هو مستعد لتعلمه، وإنما يقبل الطفل على تعلم الشيء، إذا كان هو نفسه قد وصل لمرحلة النضج الكافية المناسبة، وأن يكون مهيأً لتعلمه؛ حتى يظهر إقباله وتعلمه.
 
3. التعلم مرتبط بتهيؤ التلاميذ واستعدادهم للتعلم، وإلا فإنه لا يحدث، وعلى المدرس أن يبدأ بالاعتماد على ميول الأطفال الطبيعية، حيث استبدلنا وحدة التوصيل بالميل.
 
4. يُستفاد من قانون المران في أن القيام بعمل ما يساعد على جعل القيام بيه للمرة الثانية أسهل وأيسر، وأقل أخطاءً من المرة الأولى، وهنا ما لم تتدخل عوامل أخرى تقلل أثر المران، ويترتب على ذلك أنه كلما كثرت عدد مرات العمل، أو الخبرة ثبت أثر التعلم.
 
5. إهمال العمل أو النشاط يُضعِف قدرة الإنسان على استعادته، والقيام بيه، وقد يصل الأمر بيه إلى النسيان، قانون الاستخدام مهم جدًّا، استخدام العمل واستخدام التعلم، ومثال ذلك: أن قراءة التلميذ لقصيدة من الشعر، تجعل قراءته الثانية لها أسهل، وأسلم من الأخطاء، وأنه بتكرار قراءتها يحفظها عن ظهر قلب، ويسهل عليه استظهارها، كما أن عدد المرات اللازمة لتعلم خبرة أو شيء ما يتوقف على أشياء منها رغبة المتعلم، ومنها درجة نضجه العقلي، وأسلوب تفكيره، وهو يكرر القيام بالعمل.
 
6. لا يُنكر أحد أن الإنسان يتعلم بسهولة تلك الخبرات، التي تقترن أو تنتهي بشعور بالسرور والارتياح، ولا يتعلم إلا ببطء تلك التي يكون نتيجتها الشعور بالألم والمضايقة، فتشجيع المعلم لتلاميذه بأي أسلوب، سواء كان بالكلمة، أو بالدرجة، أو المكافأة يعمل على إجادة العمل والاستمرار فيه، ويعتبر قانون الأثر مكملًا لقانون المران، حيث لا بد من الممارسة والتدريب، وبذل الجهد والنشاط مع الحصول على النتائج المشجعة، وخير نتيجة تضمن فاعلية قانون الأثر، هي نتيجة التعلم في تحقيق غرض أساسي عند التلميذ يشعر بيه،ويتشوق إليه.

تجربة ثورندايك
وضع قطاً جائعاً داخل قفص حديد مغلق، له باب يفتح ويغلق بواسطة سقاطة ، عند ما يحتك القط بها يفتح الباب ويمكن الخروج منه.
يوضع خارج القفص طعام يتكون من قطعة لحم أو قطعة سمك.
يستطيع القط أن يدرك الطعام خارج القفص عن طريق حاستي البصر والشم.
إذا نجح القط في أن يخرج من القفص يحصل على الطعام الموجود خارجه.
تتسم المحاولات الأولى لسلوك القط داخل القفص بقدر كبير من الخربشة والعض العشوائي.
بعد نجاح القط في فتح باب القفص والوصول إلى الطعام وتناوله إياه كان يترك حراً خارج القفص وبدون طعام لمدة ثلاث ساعات ثم يدخل ثانية إلى القفص إلى أن يخرج مرة أخرى وهكذا تتكرر التجربة إلى أن يصبح أداء الحيوان وقدرته على فتح باب القفص أكثر يسراً أو سهولة مما نتج عنه إنخفاض الفترة الزمنية نتيجة لإستبعاد الأخطاء وسرعة الوصول إلى حل المشكلة وبالتالي فقد تعلم القط القيام بالاستجابة المطلوبة إذ بمجرد أن يوضع في القفص سرعان ما كان يخرج منه أي وصل إلى أقل زمن يحتاجه لإجراء هذه الاستجابة وهذا دليل على أن الحيوان وصل إلى أقصى درجات التعلم.
وصف التجربة
لقد أراد ثورندايك أن يقيس التعلم الناتج من جراء محاولات الحيوان للخروج من القفص فاتخذ لذلك سبيلين أو معيارين وهما: عدد المحاولات والزمن الذي تستغرقه كل محاولة، وهكذا لاحظ أن القط استغرق في محاولته الأولى لفتح الباب (160 ثانية) واستغرق في الثانية زمناً أقل (156 ثانية) وفي الثالثة أقل من الثانية وهكذا إذ أخذ الزمن يتناقص تدريجياً في المحاولات التالية حتى وصل إلى (7 ثوان) في المحاولة رقم (22). ومن ثم استقر في المحاولة الأخيرة عند ثانيتين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق